أبعاد الفقر الخفیة
يتواجد في كل مكان عبر العالم، رجال ونساء وأطفال یمتلكون شجاعة هائلة للتصدي للصعوبات القاسية التي تواجههم في هذه الحياة. ولكن هل ندرك أن هؤلاء الأشخاص يملكون القدرة على رؤية ما و راء هذه المعانات التي يعيشونها م؟ هل نعترف بكل ما يحملونه من ذكاء و معرفة و شجاعة يجعل منهم قادرين على إبتكار و بناء مشاریع وسیاسات ومبادرات تحتاجها الشعوب اليوم ؟ لقد أظهر لنا جوزيف فريزنسكي مرارا و تكرارا أن الأشخاص الذين يعانون من الفقر هم شركاء أساسيون لبناء مستقبل أفضل .و هو ما يوضحه العمل و البحث المشترك الذي قامت به منظمة أ.ت.د العالم الرابع بشراكة مع وجامعة أكسفورد الأمريكية و الذي حمل عنوان : أبعاد الفقر الخفیة. حيث شارك في هذا العمل جنبا إلى جنب وبشكل متساوي باحثون وأشخاص يعيشون الفقر المدقع. نتج عنه تسليط الضوء على أنه ليس فقط العامل المالي هو المشكل الوحيد الذي يعاني منه الأشخاص الأكثر فقرا بل هنالك أبعاد أخرى. أبعاد لا تُأخذ بعين الإعتبار في برامج وسياسات الحد من الفقر. و هذا ما وجعل هذه البرامج والسياسات تفشل في تحقيق هدفها وعدم الوصول إلى أفقر الناس بل تدفعهم إلى أدنى درجة الفقر و العزلة. يحاول هذا البحث التأكيد على معاناة تحطم أجساد وعقول وأرواح أولئك الذين يعانون من الفقر بشكل يومي وتسليط الضوء على العقبات التي تعرقل محاولات قضائهم على الفقر. يواصل الفقراء قتالهم، ولكن تبقي مقاومتهم ونضالهم محصورين بسبب تركهم جانباً ويمنعهم هذا التجاهل من تحقيق التغييرات الحقيقية التي يتمنوها لأطفالهم والأجيال القادمة تطاردهم هذه العقبات ليلاً ونهاراً
تشاركنا سيدة من جمهورية الكونجو الديموقراطي قائلة : هل سيستفيد أطفالنا من ثمار مساعينا ، أم أنهم سيعانون من الفقر نفسه الذي نعيشه ؟
يجب علينا أن نتعلم أن ننظر إلى الفقر بكل أبعاده لوضع حد لهذا الظلم الكبير، وأن نفكر ونتعاون إلى جانب كل من يعيش الفقر المدقع. وبذلك سنتمكن من مواجهة تحديات حياتهم معاً والتغلب على الفقر المدقع للبشرية جمعاء
برغان المندوبة العامة لمنظمة أ.ت.د العالم الرابع